فضاء حر

غزة.. وعرب يرفضون العزة

يمنات

غزة تقصف، وأبنائها يقتلون.. هذا بشع ،مؤلم، ومحزن. ولكن استغلال ما يجري هناك، على بشاعته ومأساويته، للمكايدات والمماحكات، السياسية، مع الاخوان المسلمين ،تحديدا. لغرض تصفية حسابات سياسية، في كل قطر عربي، وبخاصة في دول الربيع العربي، هو الأشد ايلاما.

استغلال عذابات الناس وآلامهم ومآسيهم، لغرض المزايدة، وتحقيق مكاسب سياسية لأطراف على حساب أطراف أخرى، هو امر يتساوى، اخلاقيا، مع فعل

العدوان نفسه.

فالمجتمعات العربية في دول الربيع العربي، والاخوان ضمنها، تمر بمراحل تحولية خطيرة، لا تمكنها من ابداء رد فعل فوري، حتى على مستوى اعداد وتنظيم، الفعاليات التضامنية، المعتادة، ناهيكم عن استخدام القوة او التلويح بها. واسرائيل تدرك ذلك، ولاشك، وستستغله أبشع استغلال.

ولذلك فان هؤلاء الذين يستغلون مآسي اخوتنا الفلسطينيين، لغرض الكيد السياسي، هم ،بطريقة او بأخرى، ومن حيث يعوا او لا يعوا، انما يخدمون اسرائيل. ولو من باب اظهار التعاطف مع اخواننا في غزة.

المتوقع، اخلاقيا، وانسانيا، هو ان يستغل العدوان الاسرائيلي هذا، ويوظف، لا لغرض الكيد السياسي، كما هو حاصل، بل لغرض توحيد الجبهات الداخلية، في دول الربيع العربي. ودفعها الى التقارب و التماسك، أيا كانت درجة الاختلافات فيها، بغية حشد المجتمعات، بكل اطيافها السياسية، في فعاليات جماهيرية واسعة، للتضامن مع غزة وادانة العدوان الاسرائيلي. اذ لا يمكن مقاومة هذا العدوان، حاليا، الا من خلال فعاليات شعبية، غاضبة.. واسعة ومتنوعة، تظهر التوحد لا الاختلاف..

وتوقع ردود فعل، رسمية، حازمة، من قبل الحكومات العربية، في الدول المشار اليها، خاصة. هو امر، فوق كونه غير واقعي. فهو، الى ذلك، لا يخدم ثورات الربيع العربي، ولا اخوتنا في غزة نفسها.

من حائط الكاتب في الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى